هبني عدت ثانية

هل ستعود صورتي التي جفت للنهر

تروي عطشها من عبق المرآة

بين وسادة أدمنت الليل

وغريزة ضلت طريقها

تستبيح ما خلف الأسوار؟

 

هل ستهمس كعادتك بجنون لضفائري

وعرقي يتفصد مطراً حامضاً

بين أغطية وأدت تبلد المساء؟

 

تلك النافذة الوحيدة

التي شهدت ولادتي سراً

هل سيغسل المطر وجهها الصقيل

تهز مفاصلها أجنحة الهواء الطويلة

تستفزها لتلحق بها؟

 

حتى أسنان مشطك

الذي تعلقت بأهدابه

رائحة شعري المعتقة

هل ستراوده روح اللمس

توق لعناق محموم؟

 

ذاك النرجس

الذي سكبنا عطره في خزانة ثيابك

هل سيزهر بعدما أنام؟

 

حواف المنضدة الخطرة

هل ستباغتك

مع إطلالة الصورة الأولى

على كؤوس تلظت شوقاً

لشفاه تعتق السكر على ضفتيها

وظلال ترتجف ولها

كلما هبت تباريح الذكريات؟

 

هل ستطبق شمعتنا الحمراء أجفانها

تذوب عناقيدها في قبضة الظلام الثقيلة

بينما حبات العقيق الأرجوانية

تداعب عنقي الأملس

فتتوهج الزجاجة بعد قليل؟

 

هبني عدت ثانية

هل ستعود صوري التي جفت للنهر

تروي عطشها من عبق المرآة

بين ضلوع ما عادت تتمدد

وهواجس عاثت في قفص ذهبي

تقتات رحيق السهر؟

 

30/9/2006