هبني عدت ثانية

هل ستعود صورتي التي جفت للنهر

تروي عطشها من عبق المرآة

بين وسادة أدمنت الليل

وغريزة ضلت طريقها

تستبيح ما خلف الأسوار؟

 

هل ستهمس كعادتك بجنون لضفائري

وعرقي يتفصد مطراً حامضاً

بين أغطية وأدت تبلد المساء؟

 

تلك النافذة الوحيدة

التي شهدت ولادتي سراً

هل سيغسل المطر وجهها الصقيل

تهز مفاصلها أجنحة الهواء الطويلة

تستفزها لتلحق بها؟

 

حتى أسنان مشطك

الذي تعلقت بأهدابه

رائحة شعري المعتقة

هل ستراوده روح اللمس

توق لعناق محموم؟

 

ذاك النرجس

الذي سكبنا عطره في خزانة ثيابك

هل سيزهر بعدما أنام؟

 

حواف المنضدة الخطرة

هل ستباغتك

مع إطلالة الصورة الأولى

على كؤوس تلظت شوقاً

لشفاه تعتق السكر على ضفتيها

وظلال ترتجف ولها

كلما هبت تباريح الذكريات؟

 

هل ستطبق شمعتنا الحمراء أجفانها

تذوب عناقيدها في قبضة الظلام الثقيلة

بينما حبات العقيق الأرجوانية

تداعب عنقي الأملس

فتتوهج الزجاجة بعد قليل؟

 

هبني عدت ثانية

هل ستعود صوري التي جفت للنهر

تروي عطشها من عبق المرآة

بين ضلوع ما عادت تتمدد

وهواجس عاثت في قفص ذهبي

تقتات رحيق السهر؟

 

30/9/2006

النار

النار                    شعر: جوي هارغو                      ترجمة: نجاة الشافعي

المرأة لا تستطيع أن تناضل
بتنفسها
فقط
يجب أن تعرف
أصوات الجبال
يجب أن تميز
أبدية السماء الزرقاء
يجب أن تتدفق
مع الأجساد المتملصة
للرياح الليلية
.التي ستأخذها إلى نفسها

 

أنظر إليّ
أنا لست امرأة منفصلة
أنا الديمومة
للسماء الزرقاء
أنا الحنجرة
للجبال
امرأة الريح الليلية
التي تحترق
في كل نفس
.تأخذه

أنا اِمْرَأةٌ خَطِيرَة

 أنا امرأةٌ خطيرة                 شعر: جوي هارغو                          ترجمة: نجاة الشافعي

 

الأضلاع الحادة للنوافذ الزرقاء الصافية
حركة بالنسبة لي
من الطابق الثاني للمطار
ترقص الحواف في أطراف وادي الساندياز
خلف حراس الأمن
.الذين لوحوا لي بدخول جهاز اصطياد المسدسات

.أنا امرأة خطيرة

عندما رن الجهاز قالوا
أن أنزع حزامي
وخلعته بسهولة فائقة
فلمحني رجل واقف بقربي
ربما هذا هو السلاح المميت
.الذي جعل الجهاز يغني

،أنا امرأة خطيرة

لكن السلاح غير مرئي
الأمن لن يجدونه أبداً
لا يستطيعون أن يسمعوا صوت طقطقة
.المسدس داخل رأسي

 

 

ْكانَ لديها بَُعض الجِيَاد

ترجمة: نجاة الشافعي      Joy Harjo     كان لديها بعض الجياد*                               للشاعرة الهندية الأمريكية: جوي هارجو
 

.كان لديها بعض الجياد

كان لديها جياد ذات أجساد من رمل
كان لديها جياد خرائط مرسومة من دم
كان لديها جياد جلودها مياه محيط
كان لديها جياد كهواء أزرق لسماء
كان لديها جياد من فرو وأسنان
كان لديها جياد من طين وقد تنكسر
كان لديها جياد شظايا جرف أحمر

.كان لديها بعض الجياد

كان لديها جياد بعيون القطارات
كان لديها جياد بأفخاذ بنية ممتلئة
كان لديها جياد ضحكت كثيراً
كان لديها جياد قذفت حجارة على بيوت زجاجية
كان لديها جياد لعقت شفرات حلاقة

.كان لديها بعض الجياد

كان لديها جياد رقصت بين أذرع أمهاتها
كان لديها جياد حسبت نفسها الشمس وأضاءت أجسادها واحترقت مثل نجوم
كان لديها جياد رقصت الفالس ليلاً على القمر
كان لديها جياد شديدة الخجل واحتفظت بصمتها في إسطبلات من صنعها

.كان لديها بعض الجياد

"كان لديها جياد أحبت أغاني "رقص الستومب للكريك
كان لديها جياد بكت في شراب البيرة
كان لديها جياد بصقت على ملكات الذكور اللاتي جعلنهم يخافون من أنفسهم
كان لديها جياد قالت أنها لا تخاف
كان لديها جياد كذبت
كان لديها جياد قالت الحقيقة فنزعت ألسنتها

.كان لديها بعض الجياد

"كان لديها جياد أسمت أنفسها "جواداً
كان لديها جياد أسمت أنفسها " روحاً" واحتفظت بأصواتها سراً ولأنفسها
كان لديها جياد لم تكن لها أسماء
كان لديها جياد لها كتب من الأسماء

.كان لديها بعض الجياد

كان لديها جياد همست في الظلام خائفة أن تتكلم
كان لديها جياد صرخت خوفاً من الصمت حملت سكاكين لتحمي أنفسها من الأشباح
كان لديها جياد انتظرت الفناء
كان لديها جياد انتظرت البعث

كان لديها بعض الجياد
كان لديها جياد انتظرت أي منقذ
كان لديها جياد حسبت أن سعرها المرتفع أنقذها
كان لديها جياد حاولت أن تنقذها تسلقت فراشها ليلاً وصلت وهي تغتصبها

كان لديها بعض الجياد

كان لديها بعض الجياد التي أحبتها
كان لديها بعض الجياد التي كرهتها

.أنها نفس الجياد

المصدر
How We Became Human: New and Selected Poems, 2002, W. W. Norton

متى تأتين؟

تأتين في كافة المواسم

عندما يفيض النيل إشراقا

يكتمل القمر في جوف السماء

عندها ينتصف الربيع ألقا

.يشتد السمر في رابعة السماء

 

عندما تأتين

يرتد وتر كيوبتس إلى نحري

مضرجا بأحمر شفتيك

يغمرني شوقاً هائلاً

.يلثمني قبلة أبدية

 

في موسم الحصاد 

تأتين سنبلة خضراء

أهزوجة بدوية تصدح في حقول غناء

زهرة دوار شمس تحتضنها أنامل رقيقة

.تتمايل على أنغام نسمات الهواء

 

تأتين ساحرة مبجلة

تتمتمين بطلاسم أشورية

تفتحين بابل

.تخلدين هذياني في دواوين الشعراء

 

تأتين بين العين والحاجب

في أزقة شراييني الخلفية

شوقا ينخر أضلعي

يشعلني ويطفأني ثم يوقدني

.قبل تناثر ذرات المطر

 

تقتحمين فضاءاتي

تحطين في عشي

تورس هائم مل الطيران

المرساة تعلق في صدري

.عند شاطيء الخليج

 

نجاة الشافعي

٢٥-٤-٢٠٠٥ م