غدر

 

مَنْ لِهذَا القلبُ إن خَفقَا أصَابَهُ سَهمُ الغدرِ فانفَتَقَا

 

يهفو الفؤادُ لِوَصْلِهِ حينَ تُمْطِرُهُ سُحُبُ الشوقِ وَدَقَا

 

يفيضُ بلوعةٍ وتَتَقِدُ جذوةُ العشقِ إن طيفَهُ انْبَثَقَا

 

أكُلَّمَا ثَمِلتُ بِعشقِهِ صَحَوتُ مُمَزقَ القلبِ بلا رِتِقَا

 

أخلاءٌ تحسَبَهُم لكنما الخيانةُ انعقدتْ في حَنَاجِرِهم نَسَقَا

 

ترفقي بي أيتها الأسحَارُ لا يهجع العليلُ يُسْكِرُهُ الأَرَقَا

 

ضُمينِي إلى نَحرُكِ أَشُّمُ رِيحُه فقد بِتُّ وَلِهَاً فَرِقَا

والفجر ينتظر الحليب

هل سمعتم بالفجر؟

هل رأيتموه؟

هاهو يلوح بيديه

!قد تكون الأخيرة

 

تيه يثقب صدره

ثقب بحجم غابة

غابة بلون غريق

فقدٌ بطعم رطب حامض

قهوة باردة برحيق الانتظار

.فقط أربعون عاما

 

يرقص والنخيل

وجزر تغني في حنجرة الخليج

يداعب الرمل الدافئ

أهداب الأمواج الطويلة

يقص السعف الأخضر

أربعة أجنحة وذيل

طائرة ورقيه يصعدها

سفينة تقوده

.إلى الضلع الآخر

 

والفجر ينتظر حليباً

يأتيه من جنة عدن

لذلك يتسمر عند النافذة

يرتدي الثوب الأبيض

غيوم صفراء فاقعة

تبشره بحليب زلال كماء زمزم

.يرويه قريبا

يطوف سبعاً

يسعى سبعاً

غيوم صفراء فاقعة

تبشره بحليب زلال كماء زمزم

.يرويه قريبا


حين يتسكع الفجر

في دهاليز المساء

حيث لا أحد يراه

تسيل دموعه أنهاراً مالحة

تسقي البحر

المرفأ

.وحتى حجارة الرصيف


يمشط شعرها الأبيض

يكحل عنفوان عينيها

يتوسد تفاحة خدها

تنقبض/ تنبسط

تقسو/ تحنو

تزهر/ تذبل

جزرٌ يأتيه

من ضرع نخلة

.ثم مَّدٌ بدون حليب


:حدثته بقرة عمياء تفترش سريره

أمك

ثم أمك

ثم أمك

دعها تنام

دعها تنام

دعها تنام

قد يأتيك لبن

وعسل

وخمر

.حينما تفيق

بريئة حتى الخطيئة

نَـسَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـتُ.

شغف عينيها.. وردة قلبها.. زيت غوايتها..  

تضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاريس العشق

مشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتعلة

في المرايـــــــــــــــــــــــــــــــــا فانطفأت.

 

سَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقـطتُ أعـرجـاً

من بـاب الـسمـــــــــاء من مــــــــــاء غيمة من رئة جبل من ريش عنقــــــــــــاء 

من شجرة تفاح من غصن زيتون من ورقة توت من زهرة نرجس من ضلع نخلة.

 

بريئـــــــــــــــــة حتى الخطيئـــــــــــــــــة 

يدي القاحلة من نبع يـديهــــــــــــــــــــــــا

رأسي من لذة  جنونهـــــــــــــــــــــــــــــا 

كَـلَيلٍ مـدجـج بعتمة الانتظــــــــــــــــــــار   

أو كَنَهَـمِ السكــارى من بحـر معتق بالسكر.

 

فتنة الشمس تذوب في زجـــــــــــاجة القدر

تسكن ذيل طـــــــــاووس يتوسد خدَّ الرمل     

يراقص النخل منتشيـــــــــــــــــــــــــــــــاً      

يعانق حوريـــــــــــــــــات الحقل السمراء 

يـظله قـــــــــــــــــــــــــــمر بقامته النحيلة.

 

سيأتي مطرهـــــــــــا مع ريح القوافــــي

مع رفيف أجنحة الفراشــــــــــــــــــــات

وعد شفيف لاح في عنق قميصهـــــــــــا

عناقيــــــــــــــــــــــــــــــــــد شوق تدلت

قطفتهـــــــــــــــــــا قبل أن ينعقد الضوء

أرتشــــــــــــــــــــــــــــف ذاكرة الجسد 

حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارة العطر

شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهقة الحرير.

ْبِلا عِيد

بريئة حتى الخطيئة

يدي من غصن الزيتون

كالليل من عتمته

ساعتي  من  نبضاتها

.أو السكارى من السكر

 

أليس يقف أمامي الحقل منتشياً     

يظللني القمر بقامته المائلة

ووراء ظهري

تختبئ الشمس حاسرة الرأس؟

 

جئت مبكرة جداً

تساقط جلد حذائي بين الأرجل

اتسخت  أهدابي بحمرة الخجل

نسيت شعري متقداً في المرآة

.فانطفأ

 

لم تصلني دعوة للعيد   

سوى قصيدة بعين واحده

قطفت الحفل

قبل أن يبدأ

.ففقدت العطر.

عيدٌ بلا مَلامِحْ

 

هل من عيد من جليد

نلهو به قليلاً

نتلبس البسمة حيناً

وننتزعها حيناً

ريثما يذوب شمع الشفاه؟

 

 

كأعيادٌ حميمةٌ

هدرها جنون الفقد

بترها البــحـر

ضفة مالحة للنساء

.وضفة مُرَّةٌ للغرباء

 

وأخرٌ يتبعها جدب

نفقت جيادها هجراً

وطأت أقدامها جمراً

.قبل أن تسير

 

بلا ملامح

أقبل عيدٌ مبسترٌ

معتقٌ على سقف كرم

يكابد نشوة تحدرت

.من أصلاب النخيل

 

نافرٌ ظله

أنغرز في حفرة

فقد ريقه

.فهجرته بلابل الإمتاع

 

تناثر ريشٌ غزيرٌ

من ذيل السماء

طائر الفينيق يحط

.يختال في صدره

 

غريقٌ سقط دلوه

عندما سقى الرعاة

سلبوا ألوانه فجرا

.فما عاد ينتظر لون الفرح

 

حين ضل طريقه

حامت روحها حول العش

ريح الشمال تشعل رأسها

.تبيت على شوكة

 

رماد عجنته يد الفوضى

أغصانه تنغمس في عروقها

مرارته تذوب في ماء عينيها

ما أكثر الأعياد

!وما أشقاها

 

هل كان ضيفا أثقلته جراحاتها

أم حلما بريئا بترته أصابع اللهو

قبل أن يستوي في المهد

!أم مزاجا سيئا جمح به القدر

 

أقرءوا كل ما مر من الأعياد

من منها صحيفته بالألوان

!يقطر حبرها بماء الزهر

 

لذا خيروا العيد القادم

بين أن يسير بدون ورقة توت

أو أن يغفو في حضن غيمة

فقد فرغ كيسه من الدهشة

!وسنفتقده حتى بعد أن يأتي

 

وارتدوا

هالته البيضاء

أو سره الأعظم

فليس للعيد

سوى عنق زجاجة

وللبهجة ألف مرآة

.وامرأة

 

25/10/2006

ثالث أيام عيد الفطر السعيد

هبني عدت ثانية

هل ستعود صورتي التي جفت للنهر

تروي عطشها من عبق المرآة

بين وسادة أدمنت الليل

وغريزة ضلت طريقها

تستبيح ما خلف الأسوار؟

 

هل ستهمس كعادتك بجنون لضفائري

وعرقي يتفصد مطراً حامضاً

بين أغطية وأدت تبلد المساء؟

 

تلك النافذة الوحيدة

التي شهدت ولادتي سراً

هل سيغسل المطر وجهها الصقيل

تهز مفاصلها أجنحة الهواء الطويلة

تستفزها لتلحق بها؟

 

حتى أسنان مشطك

الذي تعلقت بأهدابه

رائحة شعري المعتقة

هل ستراوده روح اللمس

توق لعناق محموم؟

 

ذاك النرجس

الذي سكبنا عطره في خزانة ثيابك

هل سيزهر بعدما أنام؟

 

حواف المنضدة الخطرة

هل ستباغتك

مع إطلالة الصورة الأولى

على كؤوس تلظت شوقاً

لشفاه تعتق السكر على ضفتيها

وظلال ترتجف ولها

كلما هبت تباريح الذكريات؟

 

هل ستطبق شمعتنا الحمراء أجفانها

تذوب عناقيدها في قبضة الظلام الثقيلة

بينما حبات العقيق الأرجوانية

تداعب عنقي الأملس

فتتوهج الزجاجة بعد قليل؟

 

هبني عدت ثانية

هل ستعود صوري التي جفت للنهر

تروي عطشها من عبق المرآة

بين ضلوع ما عادت تتمدد

وهواجس عاثت في قفص ذهبي

تقتات رحيق السهر؟

 

30/9/2006