قصة قصيرة جدا

 مفقود.. مفقود.. مفقود

وأنا أسير يغرد في رأسي صوت حليم على جناح نزار (مفقود.. مفقود.. مفقود) فاقفز كالأرانب تبحث عن الجزر. وأنا في الطريق وزعتُ الكثير من الابتسامات والحسنات على كل من مررت به في صباح اليوم: حامل الحقائب الأصلع، الفتاة التي اشتهت القهوة، سائق سيارة الأجرة الذي تناسى أن يفتح العداد، النادل الطويل الذي احضر لي طبقاً كبيراً من السلطة، دافع الكرسي المتحرك حتى باب الفندق، ناقل حقائبي إلى الغرفة. وعندما فرِغَت جيوبي تقاسمتُ معهم خيبة الأمل وشجن عبد الحليم وغزل نزار

بصمات وسيئات

بَصَمَاتُ أصابعي التصقتْ بصفحة وجهه الساخنة حتى ذابت ملامحه بين كفيّ. بقعُ الشاي المسائية والقهوة الصباحية تغلغلتْ في أحشاء ثيابه فتبقع كنمر متوهج. نفضتُ أكمامي من آثاره الفاضحة. مسحتُ كل البصمات والسيئات. أغلقت عينَهُ المرتبكة والباب المفتوح. يحسبون أن لوحة المفاتيح قد هَرِمت وإن أسنانها قد تساقطت. ساذجون، أضحك عليهم في سِرِّي وأرتشف آخر قطرة في الأحزان. علقتُه على جناحي المكسورة، رفيقي جهاز الكمبيوتر في دورة أدب الأطفال واليافعين، ومشينا بخطى الجبال لنصنع الجمال في صحائف الأطفال

 

 

نجاة الشافعي

٤ مارس ٢٠٢٣م

الرياض