ربما للحب زمن آخر

 

مكالمة مغتصبة. عانق صمتها صخبه بمودة. علقت خيوط شرنقتها الحريرية بشباكه. دعاها لمقابلة ضيوفه على عجل. أجابته باقتضاب بأنها تعبة ولن تستطيع أن تحضر. طلب منها أن تدعو الأخريات. أجابت بأنها مشغولة. خضب التوتر معالم صوته: "كما تشائين. سوف أتصل بك قريبا! باي!"  وقرَ نشيج البرد آذان حفله السفلي

أدركت أن وتراً ما قد أنقطع. شعرت بأن روحها هاجرت شمالاً فضلت طريقها إلى العش. انساب صوت أمها بعذوبة: "يا ابنتي اللي انكسر ما يتصلح! " تشظى قدرها فسيفساء كبتلات زهور القرنفل الجافة. مازالت باقات الزهور التي أهداها لها بمناسبة اسماها: (عيد الجنون) تحدق بها مليا

وصلتها منه رسالة الكترونية بعد شهر من الصوم. فضتها بتوق جناحي نحلة لهالات النور وسمرة الحقول لكن الأبجدية نفثت كل سمومها في صدرها. صفعها عرض شرائح سمج: ( فن التعامل مع الناس

انغرست بوصلة سفينة غارقة في راحة يدها وتدلت من أصابعها عقارب ساعة تآكل زمنها. داعبت ثمرة بطنها الناتئة برقة. مسحت شرايينها التي قفزت نافرة تحت جلدها المتغضن. يبدو أنها قد استوت قبل الأوان. أمطرها وابل من سكينة. دثرتها عنقاء الثلج بجناحيها. ربما للحب زمن آخر؟

وَطَنُ الهَوى

أيها الهوى لا تَلُمْنِي إنْ أَسْكَرَنِي هَواه

هو الشهدُ المعتقُ يشدوُ عَذْبَاً شَذَاه

 

هو العِشْقُ الصادق لا أرى أحداً سِواه

هو الوطنُ الوادعُ تَعَمَدْتُ طِفلاً في رُباه

 

هو المطرُ الآتي في المواسمِ مُتألقاً مُنَاه

 يتنفسُ النورُ فجراً مُتيماً في حِمَاه

 

 يُحلقُ النسرُ حُرَاً سَائِحَاً في سَمَاه

يتدفقُ الهوى نهراً سلسبيلا من سَنَاه

 

يبذرُ القمحَ الأصفرَ سنابِلاً للحياة

نارُ الشوقِ تُسَعِّرُهَا تَراتِيلُ الشِفَاه

 

سِفْرٌ قديمٌ لا تَبُوحُ بأسرارهِ الأفوَاه

وَصْلُهُ دَائِي أَمِنْ الدَاءِ يَنْسَّلُ دَوَاء

 

أتيتكَ عَلَنِّي أحْظَى بجذوةِ عشقٍ في غارِ حِراء

رأيتك جبلاً راسِخَاً طَودَاً شامِخَاً تنبعُ رطَباً وماء 

 

وجدتُك صيباً يصيبُ القلبَ فيسمو الصفاء

تسكرُنا أقداحَ التوقِ فنثملُ نصعدُ للسماء

 

 

أيها الشوق لا تلمني إن ثَمِلتُ في هواه

هو البدء لا ينتهي ولا يفنى عطاه

كتابة ورسم 

نجاة الشافعي

7/6/2015

غدر

 

مَنْ لِهذَا القلبُ إن خَفقَا أصَابَهُ سَهمُ الغدرِ فانفَتَقَا

 

يهفو الفؤادُ لِوَصْلِهِ حينَ تُمْطِرُهُ سُحُبُ الشوقِ وَدَقَا

 

يفيضُ بلوعةٍ وتَتَقِدُ جذوةُ العشقِ إن طيفَهُ انْبَثَقَا

 

أكُلَّمَا ثَمِلتُ بِعشقِهِ صَحَوتُ مُمَزقَ القلبِ بلا رِتِقَا

 

أخلاءٌ تحسَبَهُم لكنما الخيانةُ انعقدتْ في حَنَاجِرِهم نَسَقَا

 

ترفقي بي أيتها الأسحَارُ لا يهجع العليلُ يُسْكِرُهُ الأَرَقَا

 

ضُمينِي إلى نَحرُكِ أَشُّمُ رِيحُه فقد بِتُّ وَلِهَاً فَرِقَا

والفجر ينتظر الحليب

هل سمعتم بالفجر؟

هل رأيتموه؟

هاهو يلوح بيديه

!قد تكون الأخيرة

 

تيه يثقب صدره

ثقب بحجم غابة

غابة بلون غريق

فقدٌ بطعم رطب حامض

قهوة باردة برحيق الانتظار

.فقط أربعون عاما

 

يرقص والنخيل

وجزر تغني في حنجرة الخليج

يداعب الرمل الدافئ

أهداب الأمواج الطويلة

يقص السعف الأخضر

أربعة أجنحة وذيل

طائرة ورقيه يصعدها

سفينة تقوده

.إلى الضلع الآخر

 

والفجر ينتظر حليباً

يأتيه من جنة عدن

لذلك يتسمر عند النافذة

يرتدي الثوب الأبيض

غيوم صفراء فاقعة

تبشره بحليب زلال كماء زمزم

.يرويه قريبا

يطوف سبعاً

يسعى سبعاً

غيوم صفراء فاقعة

تبشره بحليب زلال كماء زمزم

.يرويه قريبا


حين يتسكع الفجر

في دهاليز المساء

حيث لا أحد يراه

تسيل دموعه أنهاراً مالحة

تسقي البحر

المرفأ

.وحتى حجارة الرصيف


يمشط شعرها الأبيض

يكحل عنفوان عينيها

يتوسد تفاحة خدها

تنقبض/ تنبسط

تقسو/ تحنو

تزهر/ تذبل

جزرٌ يأتيه

من ضرع نخلة

.ثم مَّدٌ بدون حليب


:حدثته بقرة عمياء تفترش سريره

أمك

ثم أمك

ثم أمك

دعها تنام

دعها تنام

دعها تنام

قد يأتيك لبن

وعسل

وخمر

.حينما تفيق